قبل البداية في مراجعة God of War Ragnarok سأعود بالزمن قليلاً عندما صدرت لعبة God of War الماضية في 2018، والتي حققت نجاحات كبيرة مع توجهها الجديد وكانت من افضل العاب السنة. حيث انها تعتبر بمثابة ريبوت للسلسلة وعودة لها من بعد انقطاع دام لمدة 5 سنوات منذ أن قام استديو Santa Monica بإصدار الجزء الفرعي Ascension في عام 2013. وفي ذلك الوقت وضع الاستديو أساسات جديدة ليبني فوقها قصص تستمر لعدة اعوام جديدة، خصوصاً بعد نهاية حقبة الاساطير الأغريقية والدخول الى الأساطير الاسكندنافية، وهذا ما يجعل مغامرتنا الجديدة في God of War راغنروك لها وجود.

كل شيء تم بناؤه في الجزء الماضي كان تحضيراً لما سنراه في الفصل الجديد من رحلة البطل Kratos وابنه الشاب الصغير Atreus. فهنالك الكثير من الأمور المشوقة والعالقة الى اليوم منذ نهاية الرحلة الماضية، مع كمية من الفضول وعدد من الاستفسارات لمستقبل شخصياتنا المحبوبة والتي سأتحدث عنها في هذه المراجعة.

• اسم اللعبة: God of War Ragnarök
• المطور: Santa Monica Studio
• الناشر: Sony Interactive Entertainment
• المخرج: Eric Williams
• المنصات: Playstation 4 – Playstation 5
• موعد الاصدار: 9 نوفمبر 2022
• اللغات: تدعم اللغة العربية – ترجمة نصوص ودبلجة وقوائم
• المزيد من المعلومات عبر موقع اللعبة الرسمي

قصة God of War Ragnarok

تبدأ احدث God of War راغنروك بعد 3 سنوات من نهاية الجزء الماضي – عزيزي القارئ، قد يحتوي النص التالي على حرق للأحداث الماضية – حيث يحل الشتاء العظيم على ميدغارد، والذي يستمر لمدة طويلة جداً متجاوزاً معها ثلاثة فصول صيف على التوالي. وذلك بسبب ارتباطه بمصير شخصية Baldur الذي تم قتله على يد Kratos بمساعدة من ابنه، مما تسبب في اختلاف بالنبوءة المكتوبة في الاساطير الاسكندنافية، وكل ذلك يعني إشارة الى قرب حدث راغنروك “Ragnarok” – الذي يعني نهاية العالم وعودة الحياة من جديد بعد حرب كبيرة يموت فيها الكثير من الناس والآلهة المزعومة.

وهنا يحاول Kratos وابنه Atreus الحصول على اجابات في العوالم التسعة عن تلك النبوءة التي تحدث عنها العمالقة، والبحث عن حقيقة Loki التي تسببت بذلك الغموض الكبير في نهاية الجزء الماضي. فمازال Kratos يحاول حماية ابنه بكل ما يستطيع، ويستمر في تأكيده على انه لا يريد هذه الحرب على الاطلاق. فكل ما اراده هو ان يعيش هو واسرته بسلام رغم كل ما حصل من كوارث منذ وصوله الى هذه الأراضي، وانتهى الامر الى قيامه بقتل عدد من الآلهة المزعومة مثل Baldur ابن Odin “الأب الأكبر”، و أخ Thor الذي هو الآخر فقد ابناءه Modi و Magni على يد Kratos دفاعاً عن نفسه. فمن هنا تدخل الاحداث في صراعٍ كبير بين ما يجب فعله ؟ وما يجب تجنبه؟ وكيف نمنع راغنروك من الحدوث !

مغامرة Kratos وابنه Atreus تستمر

الأحداث بشكل عام تتمحور وبقوة حول الابن Atreus اكثر من كونها تخص والده Kratos – رغم ان له الدور الأساسي فيها. وكانت القصة تمشي بسرد رائع في العموم وهذا الذي اعجبني كثيراً في God of War Ragnarok، لأنها احتوت على “أساليب سرد” متعددة ومميزة جداً لطرح القصة ولكيفية رواية الـ Lore للاعب كما كانت الطريقة بالجزء الماضي وأفضل، سواء بالحوارات الجانبية التي تحصل بين Kratos و Mimir او حتى بينه وبين الشخصيات الأخرى التي ترافقك اثناء التجوال ويكون فيها اسلوب ذكي ورائع يعلّم اللاعب ويقوم بتذكيره بالأحداث بشكل متناسق مع كل شيء يدور حوله بالقصة، مما يجعل اللاعب يكون مُلماً بها بالكامل، وحتى من خلال المعلومات الموجودة في المخطوطات او التجميعات جميعها تساهم في فهمك للأمور، وخصوصاً مع تواجد ترجمة نصية ودبلجة كاملة باللغة العربية “لأول مرة” فإن الأمور تبدو افضل بكثير للاعب العربي (قمت بختم اللعبة بالترجمة العربية دون تشغيل الدبلجة وكانت بالمجمل ممتازة مع بعض الأخطاء البسيطة)

الطابع السينمائي تطور بشكل ملحوظ في هذا الجزء، مما يعني ان الاخراج “متطبّع” بالسينمائية في معظم جوانب اللعبة. صحيح انه لم يقل روعة عن الجزء الماضي بل وأفضل ببعض المرات، ولكن احياناً يكون اقل من المأمول. أما الكتابة فعموماً كانت جيدة جداً، وأسلوب تغذية اللاعب بالمعلومات اتبع نفس الطريقة الموجودة بالجزء السابق، ولكن مع تحسن في الاخراج والسرد بشكل عام. رغم وجود بعض الأمور التي كانت غريبة او لا تتماشى بشكل منطقي قليلاً مع بعضها البعض. فالسرد بشكل عام يتأثر بالكتابة وأحياناً العكس الكتابة هي التي تتأثر بالسرد.

اسلوب السرد مميز في God of War Ragnarok

شعرت كثيراً بأن المطور في God of War راغنروك تعمد تأخير الحدث المنتظر والكبير – عزيزي القارئ، قد يحتوي النص التالي على حرق للأحداث الجديدة – لأنه في كل مرة يتذبذب فيها رتم الأحداث بشكل ملحوظ. فتصل الأمور الى وتيرة بطيئة جداً ثم تنفجر بلحظة وبشكل رائع يجبرني على تغيير وضعية جلستي اثناء اللعب ! لكن، تختفي تلك اللحظات المميزة سريعاً. مما يعني ان الرتم لا يتبع اسلوب “التصاعد” بل انه يستمر في الصعود والنزول. ومجملاً تبقى الامور المميزة والقوية هي تلك اللحظات التي يصعد معها الرتم لأن كثير منها مبهر بحق! ولكن للأسف لا يستمر طويلاً.

قد يكون العذر هو اننا نعرف بأن حدث راغنروك قادم لا محالة، خصوصاً وأن التلميحات له قد بدأت بالفعل من الجزء السابق. ولا اخفيكم انتم امام تجربة رائعة تستحق الانتظار عندما تبدأ راغنروك المنتظرة ورؤية الدمار والمعارك والمشاهد والأجواء القوية. والمشكلة من جديد هي: عندما بدأت احداث راغنروك الأخيرة كانت معها الوتيرة قوية والأحداث سريعة جداً – واحدة تلو الأخرى – ولا تستطيع معها التنفس. بل ان بعضها كان من الأفضل ان لا يتم اختصارها بتلك السرعة!

فأصبحت اقول أنه كان من المفترض أن تكون بعض الأحداث الاخرى باللعبة هي التي من الأفضل لو تم اختصارها بدلاً من احداث راغنروك النهائية! لأني مع الوقت أصبحت ملاحظاً بأن سرد “بعض” المهمات الرئيسية اصبح وكأنه اسلوب مهمات جانبية تماماً (نفذ هذا الأمر وارجع من جديد، اجلب ذلك الغرض وارجع من جديد)، مع كثرة تفرع الأمور، وشعرت ان المطور كان كل ما يريده هو تأخير الأحداث من خلال وضع بعض المهام ربما من اجل الحشو ؟ فوصل بي الحال عند منتصف اللعبة اقول وماذا بعد، ولماذا التمطيط ببعض الجزئيات ؟ ولماذا الأحداث المبهرة تختفي سريعاً ؟ يا للقهر، اريد المزيد من تلك الأمور المبهرة

الشخصيات

اللعبة قدمت مجموعة كبيرة من الشخصيات الأيقونية في الأساطير الاسكندنافية او المعروفة مسبقاً. وكبداية عندما نقول Kratos فهو كريتوس سواء باللغة العربية او الانجليزية، وهو ذلك الأب الحريص وبقوة على ابنه Atreus ولا يريده أن يعاني في حياته كما حصل معه. شخصيته منذ الجزء السابق افضل بكثير بالنسبة لي من Kratos القديم، وكثير من كلامه فيه دروس وحكمة وهيبة. اما Atreus فقد نضج قليلاً ومازال بطبيعة الحال يحتاج الى الكثير من الوقت، ولكن الجميل هو تصويره بذلك الفتى المشتت والضائع والفضولي بذكاء وحماقة. اما عن Mimir – اذكى رجل على قيد الحياة، رائع كما كان دوماً. اما الأخوين Sindri و Brok الرهيب فقد حصل كلاهما على تطور رائع وكبير جداً ونال على استحساني في شخصياتهم. ولا اريد ان اتحدث أكثر من ذلك لكي تشاهدوا بأنفسكم!

المميز من الجانب الآخر والأكثر بروزاً وروعة وذكاء وخبث هو الأب الأكبر “Odin” – رائع بالمعنى والكلمة! ودائماً استمتع واصغي لكل حوار ومشهد يظهر فيه لما يملكه من كاريزما عالية وكوميديا سوداء مع كتابة رهيبة وتمثيل صوتي مميز. كذلك Thor قد يوافقني البعض وقد نختلف، ولكني كنت دائماً انتظر ظهوره في اي لحظة، لأني أرى بأن استديو Santa Monica ابدع في تجسيده وكتابته، وتوفقوا في اختيار الممثل الصوتي له كما هو الحال مع Odin.

حسناً، هنالك بعض الشخصيات التي ظهرت سابقاً مثل Freya – ملكة الفالكيري السابقة، والتي لها دور مميز وشبه أساسي في احداث القصة رغم كل التقلبات التي حصلت في شخصيتها. ايضاً الشابة الجديدة Angrboda لطيفة ومميزة ومكتوبة بشكل لائق لدورها. هنالك الكثير من الشخصيات الجديدة التي تظهر لأول مرة. المشكلة ان بعضهم باهت والآخر لم تتم صياغته جيداً ربما بسبب كثرة تشابك الأمور وعدم اخذ الوقت الكافي لهم، او ان كتابتهم والتركيز عليهم لم يكن بالشكل القوي مثل البقية.

العالم المفتوح وشتاء God of War Ragnarok

العالم المفتوح يغطيه ثلج الشتاء العظيم بالكامل هذه المرة، مع وجود وسيلة جديدة للتجوال وللتنقل بين المهمات في العوالم التسعة ولكن بطريقة موسعة اكثر من السابق بسبب وجود مناطق جديدة واخرى تزورها من جديد. كذلك العالم المفتوح يساعد على الاستكشاف وتنفيذ بعض النشاطات الجانبية التي يخدمها اسلوب اللعب في كل مرة تكتسب إمكانيات جديدة.

طريقة توزيع المهمات بالخريطة اتبعت نفس نظام الجزء السابق والذي كان رائعاً بشكل عام، فالمهمات الرئيسية لها مسارها الخاص الذي يمكن اتباعه بشكل مستقل، وكذلك المهام الفرعية التي أصبحت اكثر تنوعاً خصوصاً تلك التي تساعد فيها رفاقك او تقاتل فيها مجموعة من الزعماء، حيث أن بعضها كان مميزاً جداً وبمستوى رائع مع الكثير من المتعة، ويتزامن ايضاً مع القصة الأساسية بطريقة رائعة من ناحية “السرد والمعلومات”. بينما بعض المهمات الفرعية كانت تقليدية جداً ومجرد تكرار لنفس الفكرة من الجزء السابق وتم وضعها للاستمتاع بالمزيد من God of War لمن يريد.

تصميم المهمات بشكل عام استند على نفس القالب السابق بالضبط، ولكن مع توظيف بعض الأساليب الجديدة التي ساعدت قليلاً في ابتكار طرق جديدة في تصميم المراحل وسأتحدث عنها بالأسفل.

يوجد امر يستحق الذكر وهو كمية الخيارات الموجودة لتحسين تجربة اللاعب، مثل تغيير التحكم وتبديل الازرار والاستفادة من لوحة اللمس في يد PS5 ببعض الامور، وكذلك تغيير لون وحجم الترجمة وغيره من الامور التي تفيدني بشكل شخصي في اي لعبة.

اسلوب اللعب، اكثر تنوعاً ؟

حسناً قد تبدو هذه الفقرة من أهم الفقرات في مراجعة God of War Ragnarok. والبداية من نظام القتال الذي استند على النظام القديم ولكن تم تطويره بشكل ملحوظ، فتوجد حركات جديدة وبعض الهجمات الرونية لجميع اسلحة Kratos و هم: فأس Leviathan الثلجي صاحب الضرر العالي والضربات الثقيلة، ونصال الفوضى Blades of Chaos المعروف والايقوني بالسلسلة، والذي يمتاز بالضربات السريعة والمتنوعة مع وجود عنصر النار الأساسي.

الجديد هنا – عزيزي القارئ، قد يحتوي النص التالي على حرق لبعض الامور البسيطة – هو اضافة سلاح آخر ومميز جداً وهو رمح Draupnir Spear لأنه اعطى لشخصيتنا المحبوبة Kratos اسلوب قتال الجندي الإسبرطي “Spartan” والذي يعكس هويته الأصلية مع الدرع باليد الأخرى، السلاح اعطى تجديد قوي في اسلوب القتال بكريتوس الذي اصبح بإمكانه تنفيذ حركات مميتة ورائعة مع مهارات وقدرات جديدة. بالاضافة الى تأثير الرمح على اسلوب اللعب (رغم انه اتى متأخراً باللعبة) مثل امكانية استخدامه للتنقل في مناطق جديدة لم تكن متاحة بالسابق، وحل بعض الالغاز. ايضاً الدرع اليدوي او “الترس” حصل على تجديدات رهيبة وأنواع جديدة مع حركات دفاعية تفيد اللاعب اثناء القتال وبخيارات متنوعة تفيد اللاعب.

الجديد والمميز حقاً في اسلوب اللعب الخاص بلعبتنا هو امكانية اللعب ولأول مرة بشخصية اخرى غير Kratos. نعم، يمكنك اللعب بشكل كامل بالابن Atreus في عدد من المراحل، واسلوب اللعب فيه ممتع جداً لما يملكه من اسلوب قتال بالقوس من بعد وقتال قريب ومهارات سحرية وحركات قاضية. ولأكون دقيقاً معكم، بعض المرات كنت اطلب المزيد من Atreus لأن اللعب فيه ممتع جداً مع قوة وسرعة في القضاء على الأعداء عكس ما يحصل عند اللعب في Kratos! ولو اني لاحظت ان هذا الأمر فيه عدم توازن وغير منطقي ببعض المرات.

قدمت اللعبة عدد متنوع من الحلفاء أو المرافقين لك بحسب طبيعة المهام والتقدم بالقصة، مع تنوع في وسائل التنقل في البحر والجليد وغيرهم، وكانت جميعها اضافات رائعة أعطت تجديد في اسلوب اللعب بين الحين والآخر. اما الالغاز فهي بسيطة وقليلة كالمعتاد مع تجديد طفيف فيها، والباقي مثل الجزء السابق.

اسلوب God of War Ragnarok هو تحسين لما كان رائعاً من الأساس

بشكل عام اسلوب اللعب هو نفس الأسلوب الخاص بالجزء السابق بالضبط، ولكن تمت اضافة قدرات ومهارات جديدة تخدم طريقة تنقلك اثناء وجودك داخل المهمات. فتم اضافة اسلوب جديد للتسلق والتنقل بين المرتفعات من خلال رمي سلاسل نصال الفوضى Blades of Chaos، واعطت فائدة للمطور في تصميم المراحل للابتعاد عن فعل الشيء نفسه بكل مرة. فبالرغم من ذلك شعرت ببعض المرات انني اكرر فعل نفس الأمر لعدة مرات في نفس المهمة (كمثال: العبور بين جدارين، او المشي تحت ممر ضيق وغيرهم)، وهذا الأمر في بعض المراحل يتكرر بشكل كبير. غير أن بعض الالغاز تتكرر بالمرحلة الرئيسية الواحدة لأكثر من مرة ويصبح الامر وكأنه اجبار على فعلها للتقدم بالمرحلة، وبعضها كان بتصميم غريب حيث يستهلك وقت وجهد بلحظة غير مناسبة، وقد يصيبك بالملل حتى. عموماً وبالمختصر اقول بأن اسلوب اللعب متحسن عن الجزء السابق من ناحية المغامرة والهاك اند سلاش.

عند الحديث عن المهارات الجديدة و الرونات الخفيفة او الثقيلة وغيرهم، فقد تم توزيعهم على مدى عمر القصة، فكل مرة تفتح شيء جديد حتى لو طال انتظاره كثيراً (لأن بعضها تأخر الحصول عليه عكس الجزء السابق) ولكنه يساهم بدون شك في اسلوب اللعب ويعطي التجديد مع مرور الوقت. شجرة التطويرات تقريباً هي نفسها بالجزء السابق ولكن طريقة التطوير اختلفت حيث ان بعض المهارات لا تتطلب منك سوى الشراء لمرة واحدة ثم تتطور مع الاستخدام المتكرر لها، وهو أمر جيد وافضل من السابق عموماً.

تحسن ملحوظ في قتال الزعماء

من نواقص الجزء الماضي هو نقص بعدد الزعماء والتنوع فيهم مع تكرار كبير لبعض القتالات، ولكن هنا في Ragnarok تم تحسين هذه النقطة بشكل ملحوظ. لاحظت بأن استديو Santa Monica كان يريد وبقوة ان يقوم بإرضاء محبي God of War، واجتهد في ذلك وقام بإضافة عدد من الزعماء الجدد في مسار القصة الرئيسية حتى لو تكرر بعضهم هنا وهناك. دعوني اذكر بعض القتالات التي استمتعت فيها كثيراً، وهم قتال Thor الذي كان مبهراً بحق، مع اجواء ومؤثرات وحوارات قوية جداً، و قتال Odin المتكامل في جوانب كثيرة لما يملكه من تحولات وقدرات عجيبة … وغيرهم من الزعماء.

الحقيقة لم يكن جميع الزعماء الأساسيين مميزين من ناحية قتالهم أو من ناحية الدخول في أجواء قوية، بل ان بعض المرات أجد متعة في قتال بعض الزعماء الجانبيين مع موسيقى ملحمية وصعوبة بالقتال اكثر من الزعماء الأساسيين. النقطة المفصلية هي: تم تحسين هذا الجانب عن الجزء الماضي وهو الأمر المهم والجميل هنا

لعبة God of War Ragnarok تميزت حتى بالجوانب الفنية

العوالم التسعة رغم زيارتها من جديد لأكثر من مرة إلا ان هنالك الكثير من الجمال البصري، والتنوع البيئي المذهل ما بين البيئات الثلجية والغابات والبراكين، وكذلك المناطق الصحراوية وتلك الأخرى الاستوائية. مع طابع فني رائع حقيقةً. حتى الجانب الموسيقي كان مميزاً رغم اني تمنيت تواجد موسيقى تصويرية جديدة ترسخ بالذهن كما كان بالجزء السابق، لأن النغمات المميزة هنا هي القديمة فعلياً والتي تعتبر رائعة من الأساس.

ابدع الاستديو من ناحية التمثيل السينمائي والكاميرا ذات اللقطة الواحدة “One Shot” والالتقاط الحركي للشخصيات في العروض والمشاهد السينمائية. حتى تجسيد الشخصيات بالوقت الحقيقي كان مميزاً للغاية

كذلك الأداء التقني للعبة كان رائعاً جداً، واللعبة كانت مصقولة بالتمام والكمال. صحيح لا توجد قفزة تقنية كبيرة بينها وبين الجزء الماضي بل كأنها مبنية من الأساس للجيل الماضي Playstation 4، ولكن ابدع استديو Santa Monica في الجانب الرسومي وتجسيد الشخصيات الرئيسية وبناء العوالم والبيئات بطرق فنية. فاللعبة تقنياً على الجيل الجديد Playstation 5 تبدو وكأنها تحديث كبير للجزء الماضي مع تفاصيل اجمل واداء تقني رهيب، خصوصاً مع الخيارات الرسومية المتعددة هذه المرة مع God of War Ragnarok. بالنسبة لي قمت بتجربة جميع الأوضاع الرسومية وكان وضع الاداء – ذو 60 اطاراً مغلقة – هو التجربة الأمثل وانصح به.

ماذا بعد Ragnarok ؟

بالختام اقول بأن اللعبة مميزة جداً وتعتبر تكملة جميلة لذلك الأساس الذي تم بناؤه في God of War 2018 حتى لو تواجد بها بعض النواقص او العيوب هنا وهناك مع عدم توظيف بعض الامور بشكل ملائم او بالطريقة الاصح، لأن فيها الكثير من النقاط القوية بعدة جوانب ولكن يتوسطها عدة نقاط غير موفقة. والقصة كانت بالمجمل جيدة جداً رغم التذبذب الكتابي الملحوظ ولكن سأقول استطاع استديو Santa Monica ان يبني مساره الخاص في طريق الأساطير الاسكندنافية. صحيح ان God of War Ragnarok هي نهاية الرحلة، ولكن تلك النهاية فتحت عدة تساؤلات عن ماذا سيحصل بعد راغنروك؟ و لمن ستكون الرحلة القادمة؟

*تمت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Playstation 5

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا