PCمراجعات

مراجعة Starfield

عنوان Bethesda الجديد بعد اكثر من عقدين من الزمان

لعبة Starfield هي اول عنوان جديد من استديو Bethesda بعد أكثر من عقدين من الزمان قاموا فيها بتطوير العديد من الاجزاء الخاصة بسلسلة The Elder Scrolls و Fallout. العاب سطرت نجاحات واسعة على مدى السنوات الماضية، وكان لها التأثير الكبير في الصناعة وخصوصاً في تصنيف العاب تعاقب الأدوار الغربية او الأكشن RPG. ولكن المخرج Todd Howard كان دائماً يمتلك ذلك الحلم في تطوير لعبة الفضاء الخاصة بهم. ولكن دائماً الإمكانيات التقنية تكون هي الحاجز الأول

فعلى مدار اكثر من 25 سنة كانت فكرة Starfield مطروحة و قيد التخطيط والمدة الفعلية للتطوير كانت 8 سنوات، فهل قام الفريق بتحقيق الحلم المنتظر وتحقيق الوعود؟ ام ما زالت هنالك بعض الحواجز والأحلام المعلقة؟ سنعرف الجواب في هذه المراجعة بعد لعبي لأكثر من 100 ساعة باللعبة

  • اسم اللعبة: Starfield
  • المطور: Bethesda Game Studios
  • الناشر: Bethesda Softworks
  • المخرج: Todd Howard
  • المنصات: Xbox Series X|S – PC
  • موعد الإصدار: 6 سبتمبر 2023 (الاطلاق العالمي) – 1 سبتمبر 2023 (للدخول المبكر)
  • اللغات: لا تدعم اللغة العربية – انجليزية ترجمة وحوارات
  • المزيد من المعلومات عبر موقع اللعبة الرسمي

منذ بزوغ البشرية كان الفضاء لغز يسعى لحله الانسان سواء عن طريق الرغبة في الصعود للفضاء ودراسة الكواكب والتحقق من وجود فرص العيش عليها او حتى عن طريق الكوكبة وقراءة النجوم في الماضي القديم. استمر ذلك الشغف لمعرفة المجهول وما يخفيه الفضاء ليس فقط اقتصاراً على العلم، بل حتى في صناعة منتجات الترفيه وتأليف الكتب والروايات والاعمال السينمائية مثل حرب النجوم – Star Wars وغيرها سعياً لإشباع الفضول حول الفضاء و خياله الواسع.

لعبة Starfield هي الأخرى استلهمت الكثير من الامور من الفلم السينمائي الشهير Interstellar بحسب المخرج Todd Howard الذي أراد هو الآخر ان يخوض في خيال الفضاء ويحجز له مكاناً فيه عبر مشروع الحلم. وهنا تبدأ قصة اللعبة.

قصة Starfield

تقع احداث قصة ستارفيلد الأساسية في المستقبل البعيد، وفي زمن تقدم الحضارة البشرية، وخروجهم من كوكب الارض لاستعمار كواكب و أنظمة شمسية اخرى تسمى بالأنظمة المستعمرة. تتوزع تلك الانظمة حول نظامنا الشمسي وفي نطاق دائري يصل نصف قطره الى 50 سنة ضوئية من التوسع البشري في مجرة درب التبانة. حيث تبدأ الاحداث الاساسية في عام 2330، وذلك بعد 20 سنة من نهاية الحرب الكبيرة والتي تسمى بحرب المستعمرة بين اكبر فصيلتين باللعبة وهما: United Colonies و Freestar Collective

ومن هنا تبدأ الرحلة بشخصية افتراضية كانت تعمل في المناجم لإستخراج الموارد الثمينة وبيعها للعملاء مقابل المال، ولكن يحدث للشخصية امر غامض جداً، و بسببه تنقلب الامور بشكل كامل وبذلك تتحول المهنة من عامل مناجم الى عضو في جماعة الكوكبة “Constellation – منظمة مستكشفي الفضاء” فهذا الامر الذي شدني كثيراً من لحظة البداية، وبدأت مباشرة بوضع الاسئلة وانتظر الاجوبة. دافع يشدك على الاستمرار بسبب استناد السرد على جانب الغموض الذي يستمر من لحظة البداية حتى نهاية اللعبة.

الكتابة بشكل عام كانت جيدة وربما بنفس المستوى او افضل مما قدمه استديو Bethesda في العابه السابقة “كقصة رئيسية” مع وجود شخصيات متعددة شبه اساسية وبعضها يمتلك قصص مثيرة للاهتمام ويضيف للقصة الاصلية، ينما الآخر لم يصنع فارق ملحوظ. ولكن القصة مع الوقت اكتشفت بأنها اتجهت الى مجرى فلسفي يتحدث عن الكون، وعن الخلق، وهل يوجد اكوان أخرى؟ وهل هنالك اكثر من واقع موازي لواقعنا الذي نعيشه؟

تعمقت القصة ايضاً في امور دينية جريئة، حيث تطرح تساؤلات عن الموت والحياة بعد الممات، وعن وجود خالق لتلك الاكوان ” هو الله سبحانه وتعالى جل جلاله وحده لا شريك له” … فكانت هي رسالة Starfield في قصتها الاساسية، وهذه الامور نحن كمسلمون لا نحتاج الى الخوض فيها كثيراً؛ لأنها من اساسات الايمان بالله وتوحيده غير ذكرها بالقرآن الكريم. غير ان هذا الامر ينطبق على كل الألعاب سواء في ستارفيلد او غيرها الكثير من الالعاب التي تطرقت لأمور اكبر مثل الدخول في العقائد والشركيات التي تنافي ديننا وإيماننا.

قصة ستارفيلد لم تنجرف او تتبنى دعم اجندات العصر في زمن كثرت فيه. بل اللعبة اعتمدت على مسارها الخاص بأسلوب العاب Bethesda المعروف دون الحاجة الى اجبار اللاعب على اي منها. فلا تعري ولا اباحية او مشاهد انحلالات أخلاقية وكأننا نتحدث عن منتج ترفيهي صدر في زمن غير زمنه؟ فللأسف على حال الصناعة في زماننا، وشكراً لفريق Bethesda وبعض الفرق الاخرى على التحفظ الكبير والرائع منهم.

ولكن وجب الذكر: ان اللعبة تحتوي على شخصية واحدة واجهتها وكانت شاذة، وتستطيع الدخول معها في علاقة حب بعد الاستمرار لفترة من الزمن في الحديث معها وتنفيذ سلسلة من المهمات الخاصة بها لكي تقوم ببناء تلك العلاقة و تقويتها. مع الاشارة المهمة الى انه يمكنك تجاهلها تماماً وليس لها اي تأثير على مسارك الاساسي ولن يتم اجبارك عليه.

الفضاء هو قلب عالم Starfield

تقدم لعبة ستارفيلد توليفة جديدة على تصنيف العاب تعاقب الادوار الغربية او حتى مقارنة بما قدموه Bethesda بالسابق. فهنا اتحدث عن حجم وأبعاد العالم نفسه او لنقول العوالم. نعم عوالم بصيغة الجمع لأن المغامرة لا تقع على السطح وفقط، بل أيضاً بالفضاء.

تحتوي ستارفيلد على عالم ضخم جداً، مع 100 نظام شمسي بمجموع 1000 كوكب. بعضها واقعي مثل كواكب مجموعتنا الشمسية (عطارد، الزهرة، المشتري ..الخ) وبعضها افتراضي. كل نظام شمسي من تلك ال 100 يحتوي بداخله على عدة كواكب وبعضها مع اقمارها الفرعية. مع الاشارة الى ان الانظمة تختلف عن بعضها في عدد كواكبها واقمارها. فقد يكون هنالك نظام يحتوي على شمس وكوكب واحد فقط. والآخر فيه 2 او 10 كواكب او اكثر وهكذا.

الجميل ان جميع الكواكب والاقمار تقريباً متاحة للهبوط على اسطحها والاستكشاف فيها. عدى بعض الكواكب الغازية الغير صلبة فلا يمكن الهبوط عليها منطقياً. مثل كوكب: المشتري “Jupiter” … فاللعبة تقدم نظام خاص يحاكي سمات الكواكب و اوصافها ويخبر اللاعب بمميزاتها الحيوية او طبيعة اسطحها ومواردها المتاحة عليها مع احوالها الجوية وطبيعة الهواء والغازات المنتشرة فيه والتي تؤثر على اللاعب بشكل مباشر

ماذا عن السطح؟

عالم ستارفيلد يوفر اربع مدن رئيسية بفروعها مثل الاحياء والمناطق الفرعية ومبانيها المتفرعة لعدة ادوار ومقرات مختلفة. فهنالك New Atlantis و Akila City و Neon City و Cydonia مع غيرهم من المناطق الكبيرة مثل The Key و Red Mile … و بالإمكان معرفة المزيد عنهم في هذه المقالة

المدن كانت حيوية من حيث السكان ولكن تفاعلهم معك ليس بذلك الكبير حتى ولو كانت اكثر حيوية من جميع العاب Bethesda السابقة ومعظم العاب تعاقب الادوار – RPG. ولكن المميز هو ان معظم الاماكن بالبداية تظن بأنها فارغة وموجودة كشكل ومظهر فقط … ولكن عند الانغماس والتعمق في مهمات اللعبة الفرعية او حتى الاساسية لاحظت بأنني قمت بزيارة المزيد من الاماكن والتعرف على المزيد والمزيد من الشخصيات بداخلها مع توظيف جيد وسيناريوهات مناسبة.

الجدير بالذكر هو بالأساس ما ذكره فريق Bethesda بأنه فقط 10% من تلك الكواكب ستحتوي على حياة او مدن ومستوطنات، بينما باقي الكواكب هدفها الاستكشاف لحصد الموارد وجمع الاموال وبناء المقرات. وهذا بالفعل ما قمت بملاحظته رغم عدم مقدرتي على زيارة الكثير من الكواكب بعد، نظراً لضخامة العالم الكبير جداً

السفر بين العوالم، والتنقل بين المناطق

بالبداية تحتوي Starfield على نظام كامل خاص بالسفر وهو من افضل ما يمكن رؤيته بالألعاب مع امكانيات موسعة وعميقة بنفس الوقت. النظام يكون مقسم الى جانبين: السفر على الاقدام بين المناطق، والسفر بالفضاء بين الكواكب.

فعندما نتحدث عن لعبة فضاء وخيال علمي وتتبنى فكرة التقدم التقني وتطور الحضارة البشرية على عكس العاب استديو Bethesda السابقة التي كانت في زمن العصور الوسطى مثل Skyrim او في زمن ما بعد الكارثة مثل Fallout، فإن Starfield تحتوي بطبيعة الحال على سفينة فضائية للطيران والسفر عبر الكواكب في المجرة. وهي وسيلتك الاساسية والوحيدة بالطبع اذا اردت الانتقال من كوكب الى آخر مع نظام سلس للغاية. فكل ما عليك هو ان تؤشر على المكان وتضغط زر واحد وتتم العملية.

لكي يتم استيعاب العملية، فإن بعض الكواكب توجد فيها معالم معدة مسبقاً او كما يقال عليها “نقاط اهتمام – Points of Interest” وهي التي يمكن رؤيتها في خريطة الكوكب لكي يتم اختيارها والهبوط عليها (مثل المدن الرئيسية او بعض المقرات المجهزة مسبقاً مع تسميات خاصة بها)

ولكن ليست هي الطريقة الوحيدة للهبوط على الكواكب، لأنه بالإمكان تحديد مؤشر في اي مكان على سطح الكوكب للهبوط عنده بكل حرية، وهذا الامر رائع جداً ويعطي شعور بحرية التصرف بالفعل. والجميل هو احتواء اللعبة على تقنية التوليد التلقائي للمناطق الموجودة على سطح الكواكب؛ بحيث انه في كل مرة تسافر فيها وتهبط على كوكب معين، فإن تقنية التوليد التلقائي تعطيك معالم مختلفة او سيناريوهات اخرى غير تلك المعالم او نقاط الاهتمام المحددة مسبقاً من الاستديو. امر قد يعطي رواية مختلفة بين لاعب وآخر ويشعرك بالتجديد قليلاً ولو ان معظم المساحات في كثير من الكواكب تكون غير مسكونة ومتاحة للاستكشاف او بناء المقرات كما ذكرت مسبقاً

توجد امكانية للطيران والتجوال بالسفينة الفضائية بالكامل حول المدار او المجال الجوي الخاص بكل كوكب. ولكن للأسف وبدون شك هنالك بعض القيود – وهو امر يوافق كلام استديو Bethesda بالسابق. مما يعني ان الطيران يكون محصور في نطاق معين لا تستطيع تجاوزه. فالسفر بين كوكب وآخر، او نظام شمسي وآخر يحصل من خلال قفزة تشاهدها عبر مشهد سينمائي وليس بتحكم منك. حتى عملية الهبوط او الاقلاع تكون بمشهد سينمائي. وبالمختصر: المكان الوحيد لقيادة المركبة هو حول مدارات الكواكب وفي نطاق معين.

اما عن التنقل بين المناطق وعلى الاقدام، فإن ستارفيلد تقدم نظام سلس أيضاً، بل رائع وسريع جداً. فقط افتح الماسح الخاص بك و أشر على المكان الذي تريد الانتقال له وستتم العملية فوراً (بشرط ان وزن الاغراض لا يتجاوز الحد).

من روعة نظام السفر انه حتى وانت على قدمك وكانت الوجهة في كوكب آخر بالفضاء، فإنك لا تحتاج الى الذهاب الى السفينة ثم الاقلاع ثم تحديد الوجهة والهبوط … لا. فقط حدد المكان و ضع المؤشر وانتظر قليلاً وستشاهد فوراً مشهد الهبوط. رائع بالفعل!

اسلوب اللعب في ستارفيلد، يحتوي على امور وانظمة متعددة

لعبة Starfield هي من تصنيف تعاقب الادوار او الاكشن RPG الغربي، مع اعتمادها على تصنيف جديد وهو “NASAPunk”. وتوفر امكانية اللعب بالمنظور الاول او الثالث بشكل كامل دون قيود! سواء عبر اللعب بالشخصية او بالمركبة الفضائية. وهو امر رائع بحد ذاته. وبالرغم من وجود امكانية اللعب بمنظورين مختلفة، إلا ان اللعبة احتوت على نظام تحريك او “انيميشن” رائع مع تحسين كبير عند مقارنته بألعاب الاستديو السابقة سواء في The Elder Scrolls او سلسلة Fallout.

قد تكون اللعبة مألوفة اكثر لكل من قام بلعب Fallout 4 من حيث اعتمادها على التصويب والقتال بالاسلحة النارية والمتفجرات مع وجود تنوع رائع ورهيب في الاسلحة وقدراتها المختلفة ومستوى الندرة بين الشائع والنادر والاسطوري، مع شعور جميل في طلق النار واختلاف الشعور بين الاسلحة والتحكم فيها. حيث احتوت اللعبة على ميكانيكيات تصويب محسنة بشكل جذري عن Fallout 4 وكأنها لعبة شوتر اكثر من كونها لعبة RPG ضخمة من هذا النوع. أيضاً يوجد في ستارفيلد قتال بالاسلحة اليدوية الحادة رغم انها قليلة جداً ولم اعطيها ذاك الاهتمام ولكنها متوفرة لمن يريد مع وجود امكانية لتخصيص شخصيتك للقتال اليدوي وبناء مهارات خاصة تجعلك صاحب قبضة مميته.

القتال بالمركبة الفضائية يحتوي على نظام كامل عميق ومنفصل، وبالبداية قد تراه ثقيل، او غير مفهوم؟ او ربما سطحي قليلاً؟ ولكن بمجرد فهم ذلك النظام ومعرفة انواع الضرر والاسلحة واساليب المراوغة، ووضع المعدات او التطويرات المناسبة ومتى تستعمل الاسلحة الليزرية او الصواريخ او المدافع البالستية … فإنك حتماً ستكتشف نظام عميق يعتمد على عدة عناصر اذا قمت بالتمكن منها فسوف تستمتع كثيراً. بل تصل الامور الى الرغبة في القتال بالمركبات دائماً.

الاستكشاف في ستارفيلد لا يقل روعة عن العاب Bethesda السابقة مثل Skyrim و Fallout 4

بل يزيد عنهم مع الاحتفاظ بنفس شعور الادمان وقضاء الوقت في حصد الموارد والعتاد والتبديل بينهم، خصوصاً مع وجود العدد الكبير من الكواكب المليئة بالموارد وبعضها يحتوي على مخلوقات حية واسرار هنا وهناك. تم دعم الاستكشاف باللعبة بوجود نظام الماسح الرائع، والذي يساعد على مسح المناطق وكشف الموارد او صفات المخلوقات، ويساعدك على قراءة المحيط من حولك ومتابعة تقدمك بالاستكشاف.

ومع ادمان الاستكشاف فلابد من مراقبة مخزنك الخاص او مقدار الحمولة، فهذا هو العائق المستمر دائماً. ولكن استديو Bethesda قدم نظام ادارة المخزون بأفضل شكل ممكن في تاريخهم حيث يتيح امكانية نقل او بيع الموارد والعتاد بينك وبين مرافقك وبين مركبتك الخاصة وحتى مع مقرك او منزلك الخاص بكل سلاسة وسهولة. غير تخفيف القيود اثناء عملية المشي والقفز رغم امتلاء المخزون (ولكن سيستهلك من مقدار الاوكسجين الخاص بك بشكل اسرع ويؤدي الى تصاعد غاز ثاني اكسيد الكربون حتى يصل الى مرحلة الضرر على صحتك)

عناصر ال RPG وشجرة المهارات لها دور مباشر في اسلوبك باللعبة

في ستارفيلد تبدأ بتصميم شخصيتك مع عمق رائع وعدة خيارات عن خلفية الشخصية والتي تؤثر بشكل مباشر في مسارك طوال ختمك للعبة وتبقى دائمة معك للأبد سواء كانت ايجابية او سلبية، مثل ان تكون منتسب لأحد الطوائف او الاديان والتي تؤثر على محادثاتك وقراراتك وحتى علاقاتك مع الفصائل (يمكن الرجوع لها في هذه المقالة). ايضاً قام استديو Bethesda بتقديم شجرة المهارات بأفضل طريقة ممكنة مقارنة بألعابهم السابقة. مع سردها وترتيبها بوضوح كامل في 5 فروع واضحة تنقسم الى: مهارات اجتماعية، قتالية، علمية، تقنية، جسدية.

كل مهارة تعطي تغيير ملحوظ في اسلوب لعبك او كفاءة قتالك، او حتى في حواراتك وطريقة كسب والجدالات في المحادثات، او المفاوضات لتخفيض الاسعار، او بناء وتطوير معدات جديدة لبدلتك او سفينتك بتقنيات افضل.

بسبب المهارات وتأثيرها على اسلوب اللعب فقد تتجنب قتال كبير بسبب مهارة الاقناع لديك، بينما صديقك من الجهة الاخرى اضطر الى خوض ذلك القتال بسبب عدم امتلاكه للمهارة. وربما تحمل بضائع مسروقة وتستطيع تجنب الفحص الامني او تقديم رشوة للخروج من السجن وغيرها الكثير والكثير من الامور. وهذا هو المعنى الحقيقي والرائع لتجربة تعاقب الادوار العميقة التي تغير من شخصيتك و ادوارك بشكل فعال ينعكس مباشرة على اللعبة.

مع وجود كل هذا العمق في عناصر ال RPG فإن ذلك يجعل التجربة تختلف بشكل كبير بينك وبين اللاعبين الآخرين، وحتى بينك وبين نفسك اذا قمت بختمة اخرى لتجربة حلول ومسارات مختلفة. فقد تحكي لصديقك عن قصتك في احد المهمات وتعطيه رواية/نتيجة مختلفة عن تلك التي خاضها. وهذا الامر يحدث كثيراً في المهمات الفرعية ومهمات الفصائل اكثر من مهمات القصة الأساسية التي بالغالب لا تحتوي على تشعب كبير.

نظام المهمات في Starfield

بالبداية طريقة فرز وترتيب المهمات هي الأفضل من بين العاب الاستديو الاخرى، فيمكن المعرفة والتفريق بين المهمات الرئيسية او الفرعية او النشاطات الجانبية او مهمات الفصائل والمجموعات بكل سهولة مع وجود ايقونات واضحة تساعد على التفريق بينهم.

مهمات القصة كانت ممتعة وتتميز بالغموض المستمر كما ذكرت مسبقاً، اما مهمات الفصائل وقصصهم فهي من افضل ما يمكن ان تراه في العاب الاكشن RPG الغربي. مع كمية احتمالات وقرارات وسيناريوهات وقصص مثيرة للاهتمام فيما بينهم. فهنالك عدة فصائل باللعبة بعضها رئيسي مثل: United Colonies مع فروعها الجانبية وايضاً Freestar Collective و The Crimson Fleet… غير الفصائل الاخرى مثل Ryujin Industries او الفصائل الدينية الثلاثة.

جميعهم يمكن الانضمام اليهم وتنفيذ كمية كبيرة من المهمات المتقنة معهم والتي بالغالب تكون بمستوى المهمات الرئيسية واقوى في كثير من الاحيان. امر رائع فعلاً ولا تشعر بالفراغ ابداً.

حتى الاحتمالات والقرارات التي يمكن فعلها مع الجماعات لا يمكن توقعها او حصرها. فيمكن لك اللعب بكل حرية واتخاذ الاسلوب الذي تريده ما بين الشخص النزيه والمخلص او المراوغ والكاذب او الغير مبالي او العنيف والمجرم … الخ

لعبة Starfield تحتوي على المزيد من الانظمة العميقة

يوجد نظام محاكاة الاحوال الجوية للكواكب والذي من شأنه ان يؤثر على صحتك ويسبب لك امراض متعددة، وهذه الامراض لها ادوية ومناعات يمكن استعمالها للشفاء او تحصين دفاعاتك. كذلك توفر اللعبة نظام تطويرات وتصنيع للاغراض والاسلحة والدروع والملابس والعلاجات او حتى المعززات التي تساعد في تقوية بعض المهارات مثل الاقناع او الضرر والقفز والدفاع مع عمق كبير فيها.

ايضاً توفر اللعبة امكانية شراء المنازل والاملاك الخاصة، مع وجود نظام محسن لبناء المقرات والمستوحى من سلسلة Fallout ولكن مع امكانيات اكبر بكثير. فيمكنك بناء 8 مقرات حول المجرة مع اتاحة جميع الخيارات للمباني والمعدات وتوظيف المرافقين لتعزيز الانتاجية فيها وتحصيل الموارد التي يمكن استخدامها للبيع او التطوير.

وبالحديث عن المرافقين، فيمكنك توظيف الكثير من المرافقين الذين يمتازون بصفات ومهارات مختلفة عن بعضهم بحسب احتياجك. سواء مهارات تفيدك في المقرات وتحسين الانتاج او مهارات تفيدك في المركبة الفضائية اثناء القتال وتصليح الاعطال والضرر.

كذلك توفر لعبة ستارفيلد نظام جديد خاص بتطوير وبناء المركبات. نظام كامل ومنفصل مع خيارات عميقة للتطوير او التحسين او التصميم مع كم هائل من الخيارات التي تؤثر في اداء سفينتك سواء من ناحية السرعة ومرونة القيادة او حجم المركبة وقوة دفاعاتها والاسلحة الموجودة فيها. مع امكانية توسيعها لاستيعاب المزيد من المرافقين او المسافرين معك ببعض المهام. نظام رائع بالفعل وعميق جداً يجعلك تقضي الكثير من الوقت فيه.

الاداء التقني والبصري والسمعي في Starfield … متقن!

اكثر المخاوف كانت حول الاداء التقني للعبة بحجم ستارفيلد ومن استديو مثل Bethesda على وجه الخصوص. ولكن المفاجأة انني قمت بتجربة واحدة من افضل الالعاب في تاريخهم من ناحية الاداء وغياب المشاكل التقنية. بل الأمر الصادم ان اداء اللعبة افضل بكثير من عدة العاب صدرت هذا الجيل واصغر منها بأضعاف! انجاز رائع فاق التوقعات … ولا يعني بأن اللعبة تخلو تماماً من المشاكل

تمت تجربة اللعبة على جهاز Xbox Series X وكانت اللعبة تعمل بشكل رائع جداً بدقة 4K ديناميكية بالغالب مع استعمال FSR 2 وينتج معها وضوح ونقاوة عالية رغم انها تعمل على 30 اطار ولكن مع استجابة وسلاسة في الاداء في اغلب الاوقات، مع وجود هبوط او Stutter سريع ببعض المناطق التي بالغالب يصاحبها تحميل لبعض جزئيات العالم وبالغالب في المدن الكبيرة فقط، ولكن بالمجمل الاداء مطمئن ومستقر بدرجة كبيرة.

اما على منصة PC فقمت بتجربتها بكرت RTX 3070Ti مع معالج قديم قليلاً Ryzen 5 3700x وكان الاداء رائع بدقة 2K مع اطارات اعلى من 60 في معظم الاوقات، ويتراوح ما بين 80-110 اطار بالمتوسط في المناطق المغلقة داخل المباني وبعض المناطق. ولكن تقل عن 60 اطار في وسط المدن الكبيرة (48-55 اطار). طبعاً تم الاعتماد على الاعدادات العالية مع بعض التعديلات في بعضها و بتشغيل FSR 2. ولكن اللعبة تستهلك الكثير من الموارد الخاصة بالمعالج الرسومي GPU وبشكل كبير جداً رغم السلاسة الكبيرة في توقيت الاطارات وانعدام التقطيع تقريباً “Stuttering”، غير بعض المناطق التي تضغط حتى على المعالج المركزي CPU.

الرسومات باللعبة مبهرة جداً بل من اقوى ما رأيت سواء في العاب بمثل حجم Starfield الضخم او اصغر منها. من الواضح ان استديو Bethesda قام بمجهود كبير في وضع كمية تفاصيل دقيقة جداً وتدشين نظام اضاءة رائع ومتقدم ومبهر كثيراً … الوصف لا يكفي فعلاً واتمنى ان تجربوا ذلك بأنفسكم

غير التصميم الصوتي الجميل لأحوال الطقس واصوات الطبيعة او طلق النيران والمتفجرات سواء بالفضاء او على السطح. عمل رائع يصاحبه تصميم موسيقي مميز كعادة العاب Bethesda

 

الايجابيات والسلبيات

الايجابيات
  • نظام RPG عميق
  • نظام القتال والتطويرات
  • مهمات الفصائل وفروعها
  • الحرية في القرارات والتصرف
  • نظام بناء السفن الفضائية وعمق الخيارات
  • تصميم بصري واداء تقني رائع
السلبيات
  • تفاعل المواطنين بالذكاء الاصطناعي في معظم الاوقات باهت
  • حدود السفر بالمركبة الفضائية
  • مساحات كبيرة بالكواكب غير مفيدة سوى لحصد الموارد والذي مع الوقت قد لا يحدث فارق لديك

*أُجرِيت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Xbox Series X

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا

الخلاصة

تقييم Starfield النهائي - 9.5

9.5

لعبة Starfield تقدم تجربة تعاقب ادوار عميقة ونقية من استديو Bethesda الذي اوفى بالوعود. بسبب المحتوى الكبير، وانظمة لعب متعددة ومتجددة بخيارات عميقة، يصاحبها نظام مهمات ومهارات متشعب، وقصص جانبية بقرارات مصيرية. كان ينقصها بعض الامور لتقترب من الكمال ولكن يمكن اعتبار Starfield هدية لمحبي العاب الاستديو السابقة و لمحبي العاب الـ RPG الغربي بشكل عام

معاذ الغامدي

معاذ مهندس ميكانيكي، ستريمر طموح وصانع محتوى مدير مؤسس لشبكة ElderPlayers

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى