مراجعة Forspoken

Forspoken إحدى الألعاب التي كان يترقبها الجميع منذ الإعلان عنها بعام 2020 باسم Project Athia من نشر وتطوير شركة Square Enix، وهي حصرية مؤقتة على جهاز Playstation 5 لمدة سنتين ولكنها صدرت أيضًا على منصة Steam. لقد تفرقت الأراء حول اللعبة بعد تجربة النسخة التجربية لها وانقسم اللاعبون فريقين، فريق اتفق على أن اللعبة خيبة أمل وفريق رآى فيها أملًا. فدعونا نرى في مراجعتنا هاته ماذا قدمت لنا اللعبة بنسختها النهائية..

اسم اللعبة: Forspoken

المطور: Luminous Productions

الناشر: Square Enix

الصنف: أكشن، تقمص أدوار

على منصة: PlayStation 5, PC

تاريخ الإصدار: 2023/01/24

للمزيد من المعلومات زوروا موقع اللعبة الرسمي هنا

القصة

تبدأ أحداث قصتنا عند تقديم شخصيتنا الرئيسية في اللعبة Alfre Holland – أو كما تدعى Frey – في المحكمة متهَمَة بمحاولة سرقة سيارة، وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها Frey على السرقة في المدينة. وبعد ذلك حُكِم على Frey بالأعمال الشاقة وابقاؤها بعيدًا عن السجن في محاولة من القاضي لجعلها تحسن من نفسها وألا تسلك مسلك المجرمين.

Alfre Holland شابة تعاني الكثير في حياتها، وهي أولًا تعيش في مدينة New York الأمريكية وبسبب مطاردة المجرمين لها في أرجاء المدينة أجبِرت على سرقة سيارة حتى تنفذ منهم، لم تكن Frey فتاة ذات قينة اجتماعية عالية فقد كانت على النقيض من ذلك مشردة، حتى وجدت Frey إسوارة في منزل مهجور وحين اتجهت صوبها لتتفقدها نُقِلت بمجرد لمس تلك الإسوارة إلى عالم غير معقول.

يتضح لاحقًا أن تلك الأسوارة هي شخص ما في الأساس وحُوّل لإسوارة متحدثة من قبل بعض الساحرات في عالم Athia حيث سيكون ملاصق لك طوال رحلتك، ولنزع الارتباط بينكما عليك مساعدته لفك اللعنة التي وضعتها الساحرات عليه.

عالم Athia الذي انتقلت له Frey عالم خيالي كبير يعج بالوحوش والتنانين والبشر أيضًا، قد يبدو العالم للوهلة الأولى من العصور الوسطى. تكتشف Frey في عالم Athia أنها كانت محكومة من قبل ساحرات قويات معروفات باسم التانتا وهنّ اللواتي حكمن ممالك Athia الأربع، تخبرك بذلك الإسوارة المرتبطة بك.

أحداث القصة تتشعب أكثر عقب معرفة أن عالم Athia مصاب بلعنة الضباب الأزرق، إذ أن كل من يلمسه يموت و يتحول إلى غبار أو يتحول إلى وحش. قتل الضباب الملايين من سكان هذا العالم، ولكنه وبشكل مفاجئ لا يؤثر على بطلتنا Frey إذ يمكنها المشي فيه دون تأثير وهذا ما يميزها عن بقية البشر في هذا العالم. توكل إليها مهمة معرفة حقيقة هذا الضباب الأزرق وإنقاذ Athia ومعرفة سر الإسوارة المرتبطة بها.

القصة بشكل عام ممتعة لكن ينقصها الأداء و اللإخراج المناسبين، في بعض الأوقات ستشعر أن شخصيات اللعبة لا تعطي التعابير الجيدة في الأحداث الدائرة حولك أو حتى في بعض المواقف التي يكون فيها الإخراج الفني ضعيف، كقطع المشاهد المهمة بشاشة سوداء تقتل الحماس في بعض الأوقات. وأيضا من الأشياء التي تسبب بعضًا من الملل في القصة هي حواراتها، هنالك بعض حوارات في اللعبة مملة للغاية ولكنها أيضًا ممتازة في أوقات أخرى.

يذكر أن اللعبة تدعم ترجمة النصوص و الحوارات باللغة العربية وكانت جيدة.

أسلوب اللعب

اللعبة تعتمد على استخدامك للسحر حيث أن بطلة اللعبة Frey يمكنها إطلاق السحر بالضغط على زر L2 و R2 ويمكنكم الاختيار بين مجموعة كبيرة من الأسحار وتفادي الضربات بستخدام زر O، من التجربة الأولى ستشعرون بأنه مريح و يمكن فهمه دون أي تعقيد، أطلق السحر تفادى الهجمات واقضِ على الوحوش، ولكن ما جعل الكثيرين يظنون – وأنا منهم-  أن نظام القتال معقد هو النسخة التجربية. النسخة التجربية للعبة (Demo) جعلت الجميع يعتقد بأن نظام القتال معقد وغير مفهوم، حيث أنهم وضعوا النسخة التجريبية في منطقة متقدمة جدًا من اللعبة ولم تُشرح أيٌ من الأسحار وطريقة عملها وماهي فائدتها، منذ التجربة الأولى ستشعر بأنك وسط وابل من الطلقات والأسحار.. ألوان كثيرة غير مفهومة إطلاقً تمرّ يمنة ويسرة وبكل تأكيد سيحثك هذا على تجنب شراء اللعبة الكاملة بسبب عدم فهمك للأمور في النسخة التجريبية، وهذا بوجهة نظري سبب من أسباب فشل اللعبة.

اللعبة تعتمد على الأسحار وتفادي هجمات الوحوش، حيث كلما تقدمتم في اللعبة و هزمتم الوحوش ستحصلون على نقاط خبرة يمكن الاستفادة منها بفتح العديد من الأسحار المتواجدة في شجرة المهارات، تعتمد تلكم الأسحار على عناصر مثل الماء والنار وحتى الأرض وكل واحد منها له استخداماته، حيث تنوع الأسحار يمكن أن يقلب موازين القتال عند مواجهتكم للزعماء أو حتى الوحوش القوية، فكلما زادت الأسحار كان بإمكانكم إلحاق ضرر أشد قوة عليهم بشكل ملحوظ، فعليك دائمًا تفقد نقاط خبرتك لفتح مهارات جديدة.

عالم اللعبة كبير ولكن شبه خالٍ

عالم Athia كبير جدًا وواسع واكتشاف ما هو موجود في هذا العالم يتطلب الكثير من الوقت وبسبب الضباب الأزرق قد يبدوا العالم خالٍ من الحياة، تتجولون فيه دون أن تشعروا بوجود أعداء أو أناس، لأن معظم قاطني هذا العالم لقوا حتفهم بسبب هذا الضباب الأزرق، لهذا سيبدوا لكم العالم مقفرًا والسبب في ذلك هذه الخلفية القصصية الأبوكالبسية. لم تكن تلك مشكلة بالنسبة لي لوجود الكثير من الأشياء لاكتشافها في العالم الكبير من أماكن راحة وبعض الخنادق وتجميع الموارد النادرة. عند وصولكم لنقطة إمكانية التجول في العالم واكتشاف غموض الضباب الأزرق ستجدون أن الخريطة سهلة الفهم وليست معقدة حيث أن أغلب الأشياء المهمة تم تمييزها في الخريطة لكم ويمكنكم معرفة أين هي وجهتكم الرئيسية بالضغط على أسهم وحدة التحكم بالكنترول سوف يظهر لكم ضوء يرشدكم لوجهتكم القادمة.

هناك الكثير من الأمور الممكن فعلها في العالم الخارجي، حيث توجد بعض الخنادق بإمكانكم قصدها وقتال الوحوش فيها؛ وستكافؤون عقبها بالموارد والأدوات التي تزيد من قوتكم. ويمكن أيضًا إيجاد بعض الينابيع والبركات التي تجعلكم تكتسبون سحر جديد و مفيد أو تطوير سحر لديكم حيث عليكم تفقد جميع الأماكن والبحث عن صناديق الغنائم والينابيع والخنادق أو حتى الزعماء الأقوياء، فكل منطقة في اللعبة يوجد بها زعيم يمكنكم القضاء عليه و الحصول على مكافئات كثيرة و نقاط خبرة أيضًا.

تجميعكم للمواد و الأدوات النادرة يجعلكم تزيدون من كفاءة بعض الأشياء لديكم مثل أن جرعة الشفاء تصبح أكبر، ويمكنكم أيضًا زيادة مخزون الحقيبة وحتى تقوية العتاد نفسه، فكل شيء لديكم يمكن تقويته وتعديله لجعله أقوى وذا فائدة أكبر، لذلك عليكم تفقد صناديق الغنائم والموارد هنا وهناك للاستفادة منها.

في بعض الأوقات ستواجهون مشكلة تكمن في أن بعض صناديق الغنائم لا يمكن أخذها بسبب امتلاء الحقيبة لديكم، ولكن اللعبة لا تخبركم بذلك! ستلاحظ فقط أن صناديق الغنائم لا يمكن أخذ ما تحويه دون معرفة سبب ذلك فكان الأمر مزعجًا نوعا ما.

الأداء التقني … كارثي للغاية! 

اللعبة تقنيًا تعاني كثيرًا على جهاز Playstation 5. يوجد 3 أنماط تشغيلية للعبة: نمط الأداء، نمط تتبع الأشعة، نمط الجودة. وللأسف جميعها تعاني من هبوط شديد في معدل الإطارات، حيث تصل عدد الإطارات في الثانية في بعضها إلى 18 إطارًا فقط! لقد كان الأمر مزعجًا جدًا خصوصًا في وجود الأعداء والزعماء من حولك. وتعاني اللعبة أيضًا من مشكلة في الألوان و الإضاءة فيها حيث أنها كانت مزعجة للعين بشكل كبير و لم أكن مرتاحًا لها خلال لعبي للعبة خصوصًا عند وجود الضباب الأزرق.

هنالك الكثير من المشاكل تقنية هنا وهناك مثل صناديق الغنائم التي لا يمكن أخذها دون توضيح السبب. أيضًا هنالك مشكلة تداخل الوحوش مع عناصر الأرض وإغلاق اللعبة بعض الأوقات من تلقاء نفسها، وغير ذلك. إن كل هذه المشاكل يمكن إصلاحها بتطويرات مستقبلية، ولكن مسؤوليتي الآن تكمن في مراجعة اللعبة بوضعها الحالي ولا يمكنني الإعراض عن كل هذه المشاكل المفسدة للتجربة ولو كانت ستُصْلح مستقبلًا.

رأيي بلعبة Forspoken بإيجاز

سوف أتحدث في هذه الفقرة بإيجاز عن ملخص تجربتي للعبة Forspoken. لقد كانت التجربة ممتعة معظم الأوقات ومملة في بعضها، لو سُرِدت قصة اللعبة وأُخرِجت بشكل أفضل لكانت جيدة ولشعرت بأهمية أحداث اللعبة، ولكن بهذا الإخراج والحوارات الضعيفة للغاية في معظم أوقات اللعبة لا يمكن القول أنها قدمت قصة بديعة. على صعيد آخر، إن شخصية اللعبة الرئيسية Frey من الشخصيات التي تُنسى بشكل سريع ولم تكن ذات شخصية قوية ولم يجعل الكاتب لها هيبة أو كما يقال Charisma حيث تشعر بضعف آدائها مع مرور الوقت. تمنيت لو أنها قُدِّمت بشكل أفضل.

إن أسلوب اللعب جميل وليس معقد كما يعتقد الكثيرين، من خلال تجربتي للنسخة النهائية للعبة تعلقت بأسلوب اللعب وكيف يمكن تفادي الضربات وإلقاء التعاويذ المتنوعة، والجميل في الأمر أن الأسحار في اللعبة ذات تنوع رائع.

*أُجرِيت المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز Playstation 5

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا