PCXboxالمواضيع المميزةمراجعات

مراجعة Ghostrunner 2

صدرت لعبة Ghostrunner قبل 3 سنوات عام 2020، وهي لعبة فردية بمنظور الشخص الأول من نشر شركة 505 Games وتطوير أستديو One More Level الصاعد، وتتسم هذه اللعبة بأسلوب لعب سريع في مراحل خطية، وتقع قصتها في عالم Cyberpunk وخيال علمي تحكي أحداث ما بعد الكارثة.

حققت اللعبة نجاحًا كبيرًا بالنسبة لتصنيفها، إذ تجاوزت 2.5 مليون نسخة مبيعة عالميًّا، ولم يكن هذا عن عبث، إذ قدمت تجربة ممتعة ومميزة وأجادت معظم جوانبها، والآن بعد إصدارها بـ 3 سنين يصدر الجزء المتمم Ghostrunner 2، وفي هذه المراجعة سنفصّل كل جوانبه، ونرى ما الذي قدمه زيادةً على ما رأيناه في الجزء الأول، ثم هل كان يستحق الانتظار؟

  • اسم اللعبة: Ghostrunner 2
  • المطور: One More Level
  • الناشر: 505 Games
  • المخرج: Radoslaw Ratusznik
  • المنصات:  PS5 و Xbox Series X|S و PC
  • موعد الإصدار: يوم 26 من أكتوبر عام 2023
  • اللغة: لا تدعم اللغة العربية.

مراجعة Ghostrunner 2

القصة

تقع قصة Ghostrunner 2 في عالم خيال علمي يركز على التقنية المتطورة (Cyberpunk) وأحداثه تحكي ما بعد الكارثة، تتمة لأحداث الجزء الأول، واللعبة تعامل لاعبها على أنه مدرك لتفاصيل الجزء الأول وعارف بشخصياته. تدور تفاصيل القصة حول برج Dharma آخر معاقل البشر في هذا العالم، وستلعب مرة أخرى بشخصية Jack الـ Ghostrunner أو المزيج المثالي بين اللحم البشري والتقنية، في مواجهة جماعة غامضة ظهرت لتشكل تهديدًا خطيرًا على البرج.

من هنا تبدأ أحداث اللعبة. القصة مجملا ليست بأضعف ولا أفضل من الجزء الأول، وليست في الحقيقة أبرز ميزات اللعبة، أما الإطار العام فلا يأتي بجديد يُذكر في قصص الخيال العلمي، لكن الجيد هنا أن القصة ممتعة بشخصياتها الرئيسية وما يدور بينهم من حوارات أثناء اللعب، تفاعلاتهم هي ما يثير الاهتمام ويُضحكك أحيانًا بشكل مقصود ولو كانت بإطار جِدّي، وهذه المرة يوجد تركيز أكبر على القصة ويتجلى بوجود منطقة مركزية يعود إليها اللاعب ما بين مجموعة من مراحل القصة، هذه المنطقة الصغيرة تمكّن اللاعب من التحدّث مع كافة شخصيات برج Dharma، حواراتهم -بطبيعة الحال- متنوعة ما بين الرئيسية التي يتم اللاعب من خلالها أحداث القصة، وما تبقّى هو حوارات جانبية للاطّلاع على أحوال هذه الشخصيات ومعرفة بعض التفاصيل، إلا أن الحوارات الجانبية مجملا مملة ولا تملك قيمة فعلية، فضلا عن وجود مجموعة من الشخصيات الوظيفية، الموجودة لسد فراغ معين في القصة لا أكثر من هذا، وهذا ما جعل تجربة الحديث مع بعض الشخصيات تجربة فارغة بالنسبة لي في هذا المركز، ولا أجد فائدة حقيقية من هذا المكان غير تطوير المهارات. عدا ذلك حوارات القصة الرئيسية جيدة، وشخصياتها كما ذكرت ممتع الحديث معها أثناء اللعب، وهذا يشمل بعض الشخصيات الشريرة، ولو أن الشرير الأكبر في اللعبة لا أجده إلا شخصية مبتذلة.

 

أسلوب اللعب

أكثر جانب يثير اهتمام اللاعبين في Ghostrunner عامةً هو أسلوب لعبها السريع والممتع، وهو كذلك ما يجعل لاعبي الجزء الأول يتشوّقون للجزء الثاني، والجرعة التي سيقدمها.

مراجعة Ghostrunner 2

الجزء المتمم Ghostrunner 2 تمكن من تقديم أسلوب لعب متجدد، يبني على ما قدمه الجزء الأول وينقله إلى بعد آخر، إذ يجب أن تنهي الأعداء بأسرع ما يمكن دون أن تتلقى ضربة واحدة، وإذا أُصبت فستتمكن من العودة فورًا لإكمال ما بدأته، بوجود خيارات أكثر وفرة في اللعب، فعلى سبيل المثال أول مهارة يكسبها اللاعب هي الشوريكين، مهارة غير موجودة بالجزء الأول، إذا أُصيب منها الأعداء إما يموتون أو يدخلون في وضع يسمح لك باستخدام الحبل للاقتراب منهم والإجهاز عليهم، ثم يمكن تطويرها بحيث إذا أُصيب أحد الأعداء منها تقتله مباشرةً بعدها بدلًا من الاقتراب منه وقتله، ويمكن تطويرها بحيث تُرمى 3 منها بدلًا من واحدة مع ضريبة استهلاك 30% من الطاقة الزائدة، وعدة مهارات أخرى جديدة وقابلة للتطوير والتوسُّع من خلال شجرة التطويرات لصنع أسلوبك الخاص.

 

نظام التطوير وأهمية شجرة المهارات

وعلى ذكر شجرة التطويرات فهي ممتازة وتكاد جميع تطويراتها تتسبب بأثر فعلي واختلاف في أسلوب اللعب، وليست مجرد نسبة تضاف إلى حركة ما فحسب. وهي منقسمة ما بين تطويرات السيف التي تركز على التحركات القتالية كمهارة رد الطلقات، وتطويرات النظام التي تتضمن أمورًا مختلفة مثل أن يتوقف الوقت لثانيتين إذا قتلت عدوًّا في الجو، وتطويرات التنقل التي يمكن تفسير مضمونها من اسمها، وتطويرات المهارات المكتسبة وأنواع أخرى، تحسن من أسلوب لعبك بشكل كبير مع التقدم. و توجد قدرات فائقة أو Ultimate كما تُسمى في اللعبة، وهي عبارة عن ضربات قاضية تُستخدم بعد امتلاء عدّاد شحنها، وتُفتح كلما تمكن اللاعب من تطوير الـ Motherboard خاصته، وهذا يتم من خلال جمع Memory Chips متوزعة في أرجاء العالم، وتتطلب عادةً حيلة معينة أو اغتنام فرصة ما للوصول إليه، أو تكون غير مرئية في اللاعب إلا في الخريطة وتتطلب إيجاده السبيل المؤدية إليها. وهي ليست مهمة لفتح القدرات الفائقة فحسب بل حتى لافتتاح منافذ في شجرة التطويرات يمكن للاعب أن يضع ويرتّب فيها ويدير تطويراته، وللأسف في هذه اللعبة المهارات ليست أكثر من ثلاثة، رغم أن كل واحدة تتضمن تطويرات وتحسينات تغير من طريقة تعاملك معها، لكن كنت أتمنى وجود مهارة إضافية أو أكثر لإضافة تنويع أكبر إلى اللعبة.

مراجعة Ghostrunner 2

من الأمور الأساسية المضافة إمكانية صد الطلقات أو ردّها مع التضحية بالطاقة التي يملكها اللاعب، ويتم الرد في توقيت دقيق، ويتطلب منك أن تصوّب على العدو الذي ترغب بردّها عليه، وتوجد تطويرة تجعل كل الطلقات تعود إلى المكان الذي جاءت منه (العدو الذي أطلقها)، كما أُضيفت خاصية parry التي تجعلك تصد ضربة الأعداء بتوقيت دقيق وتتخلص منهم أيضا، وبعض الأعداء يجب اتباع هذه الاستراتيجية ضدهم. والجميل في كل هذا هو أن الأعداء مصممون ليستفيد اللاعب من مهاراته ويطبقها عليهم، وهنا عند الحديث عن تصميم الأعداء فهُم في مستوى أفضل من الجزء الأول، وأصعب قليلًا بالتعامل معهم، وتقدّم اللعبة عدوًّا وتصميمًا جديدًا مغايرًا عمَّا يراه اللاعب في كل مرحلة مقارنة بما قبلها، وهذا يجبرك على تغيير شيء في طريقة لعبك والاستفادة من بعض العناصر في أسلوب اللعب، هذا مع كون تصميم المراحل والعقبات في هذا الجزء أكثر تعقيدًا من الأول الذي تتسم معظم مراحله بالخطية، وهذا لا يعيب الجزء الأول إذ لا يمكن للاعب تجاوز المراحل إلا إذا احترف اللاعب أسلوب اللعب، لكن ما قدمه الجزء الثاني هو شيء أكثر توسعًا، في مناطق أوسع تحتوي على تفاعل مع البيئة وتسخير وسائل مختلفة، كالقفز والاتجاه إلى أماكن معينة من خلال المراوح التي تدفعك على سبيل المثال، أو إمكانية دخول المرحلة من نقطة مختلفة، أو وجود القنابل وإمكانية تفجيرها على الأعداء في الوقت المناسب، أو الإطاحة بالجدار على الأعداء في المراحل المتقدمة من اللعبة، مع انعدام الحواجز التي تقيك بشكل أكبر من الجزء الأول لموازنة ميزة الصد الجديدة والتركيز على وسائل الانتقال الجديدة بشكل سريع، مع العلم بأن الجزء الأول يشجعك في أغلب الأوقات على المشي في الحواف كي لا تصيبك الطلقات، واستُغني عن هذا الأمر هنا، لذا يمكن القول بأن المراحل متناغمة مع أسلوب اللعب، ولم أجد فيها شيئًا غير عادل. هذا ويشار إلى أنه توجد مراحل قليلة مملة في اللعبة، عادةً لأنها مكررة مما قبلها ولا تقدّم ولا تؤخر، ولا تحتوي على جودة تتفرد بها.

 

أفكار متجددة ومنعشة مع كل مرحلة

إحدى أكثر الإضافات المرتقبة في هذا الجزء هي التحكم بالدراجة النارية، والتي تحتوي على مراحل تخصها بطبيعة الحال، وتتضمن حواجز وعقبات وأفكار مختلفة يجب على اللاعب تفاديها كي لا يخسر، وقد يكون هناك أعداء في الطريق ليتخلص منهم اللاعب إما بالسيف من خلال الاقتراب منهم أو إطلاق النار عليهم، كما توجد بعض العقبات التي تتطلب ترجل اللاعب بشكل مؤقت عن دراجته، إما لتفادي نوع مختلف من الحواجز أو للتخلص من مجموعة أعداء وسط الطريق.

إضافة الدراجة النارية موفقة، إلا أنني تمنيت وجود عقبات أكثر من النوع الأخير الذي ذكرته، النوع الذي يتطلب من اللاعب أن يركب دراجته أو يترجل عنها في وقت معين، وهذه إمكانية أراها مهدرة في اللعبة وكان يجب استغلالها لتقديم مراحل ممتعة، وهي في الحقيقة شيء أتطلع إليه منذ الإعلان الأول. هذا بحد ذاته ليس أمرًا سلبيًّا، إذ قدمت اللعبة مراحل ممتازة من حيث قيادة الدراجة النارية والتغلب على الأعداء والعقبات وإدارة السرعة وأمور غير هذه، لكن في الجزئية الوسطى تقريبا من اللعبة توجد منطقة شبه مفتوحة مع أهداف متعددة يجب على اللاعب تحقيقها وإتمامها، وهذه كانت مليئة بالسير (مشاوير) دون وجود أي عقبات تُذكر، مساحة فارغة باختصار ولو أنها لا تدوم طويلًا، لكن كان الأجدر حذفها أو أن يستبدلها المطور بالعقبات الممكنة.

من الإضافات التي تقدمها اللعبة في ربعها الأخير الـ Wingsuit، وتُصمم المراحل في تلك الجزئية مع وضعها في عين الاعتبار، وهي من جزئياتي المفضلة في اللعبة بسبب هذا التناغم التام ما بين توزيع الأعداء وإضافة هذه الخاصية. مجملًا قدمت اللعبة نقلة رائعة عن الجزء الأول

لكن ليس القتال وحده ما يستفيد من الخواص والحركات الجديدة، حتى القفز على المنصات أو الباركور يستفيد كثيرًا من ذلك، على سبيل المثال إحدى المراحل تتطلب استخدام المهارة التي تجعلك تصنع نسخة منك وتتخفى أنت بالمقابل، وهذه النسخة يتم تسخيرها بشكل ممتاز في الباركور بمراحل معينة، دون مبالغة أو حلب باستعمال الفكرة ومن خلال تحديات ممتعة ومتجددة. الـ wingsuit كذلك تم تسخيرها في الباركور أيضًا، مع وجود أهداف أبعد تحتاج إلى استخدام هذه الآلية للوصول إليها، ما يخلق مزيجًا مثاليًّا بين الحركات المعتادة والجديدة في مراحل صُممت بشكل ممتاز. عالم Cybervoid هو أكثر مكان يستفيد من الباركور في اللعبة، إذ تكون أغلب مراحله عبارة عن باركور أو ألغاز حركية متنوعة، وبعض المراحل تكون الجاذبية فيها أضعف وتسمح لك بالقفز مدة أطول بطبيعة الحال، وأخرى تمنحك قابلية القفز أكثر من مرة، وهكذا كل تكاد كل مرحلة أن تكون مميزة عن غيرها ومنعشة في Cybervoid دون إفراط في استخدام أي فكرة.

مراجعة Ghostrunner 2

 

 

هل من اختلاف بين الجزء الأول وهذه الإصدارة؟

جربت أن أعيد لعب أكثر من نصف الجزء الأول لأرى ما أشعر بنقصه في التجربة، وبالفعل تصميم المراحل أجده الآن أضعف مما قدمه الجزء الثاني وأقل تنوعًا، وهذا ينطبق على الباركور أيضًا. عادةً إذا وجدت لعبة تشعرني بمثل هذا، أعي أنها بالفعل تتمة محترمة قدمت ما عليها من إضافات وتغييرات وتحسينات في أسلوب لعبها ومراحلها، وأعتقد أن جزءًا كبيرًا من هذا يرجع إلى ميزانية هذا الجزء. كما نعلم، حققت Ghostrunner 1 نجاحًا لا يستهان به بالنظر إلى لعبة من نوعها، وميزانية تطويرها لم تكن بالشيء الكبير، ولذا تم تطوير هذا الجزء بميزانية أكبر وأرى أنها سمحت بجلب أمور عجز الأستديو عن تضمينها مسبقًا.

من الأمور الجميلة في هذه اللعبة وضع Roguerunner، وهو باختصار أشبه بنظام ألعاب روق-لايك، ستعطيك اللعبة مجموعة مراحل متنوعة ما بين الباركور والقتال، وإذا انتهت فرصك فستعود للبدء من جديد، وأثناء اللعب تجمع تطويرات مختلفة دون أي حد. يتكون هذا التحدي من أربع مراحل، وكلما تقدمت صارت مراحل الباركور ومراحل القتال أصعب من سابقتها. شخصيًّا أجد أن هذه التحديات ممتعة جدًّا وعلى أي لاعب أن يجربها، وأصعب مرحلة باركور بالنسبة لي موجودة في هذه التحديات، وكذلك إحدى أصعب المراحل القتالية موجودة في آخر مراحل هذا الوضع، ويأتي مجملًا بتحديات مختلفة ومتجددة عن المحتوى الرئيسي، فضلًا عن أن فكرته ذاتها موفقة.

الجزء الأول من Ghostrunner كان يحتوي على وضع صعوبة Hardcore تجعل اللعبة أصعب بكثير وأحيانًا بشكل غير عادل، لكن وجوده كان يقدم تحديًا ممتعًا بالنسبة لي شخصيًّا، وهو اختبار فعلي لمدى احترافية اللاعب وتسخيره أنظمة اللعبة كلها لصالحه، وطبعًا فكرته هي إعادة توزيع الأعداء في كل منطقة وتقديم مزيج جديد بأعداء من مراحل متأخرة لتكوين تحديات صعبة، وأرجو أن تقدم Ghostrunner 2 وضعًا مشابهًا لهذا، مع العلم بأنه من المخطط دعم اللعبة مستقبلًا بمزيد من المحتوى ويوجد وضع جديد من المخطط إطلاقه في 2024 باسم Endless Moto، ولا فكرة لدينا عن تفاصيله لكن أرجو أن يكون مثل صعوبة الهاردكور، أو مثل إضافة Project Hel في الجزء الأول.

المرئيات والصوتيات

ألعاب الخيال العلمي من نوع Ghostrunner 2 تتطلب مرئيات مميزة تعكس سمات تلك الحقبة المستقبلية، وبالفعل تقدم اللعبة مظهرًا رائعًا بإضاءات Neon وألوانًا وتدرجات متنوعة تخلق مزيجًا رائعًا، وتتباين المناطق من حيث تصميمها وألوانها وفقًا لحالة كل مكان وما يتطلبه، وأكثر الأماكن المملة من حيث المظهر -بطبيعة الحال- منطقة الصحراء، لكونها تخلو من كل شيء عدا ركام الحضارة القديمة، واللعبة لم تبرع كثيرًا بتصوير هذه المنطقة طبعًا، وأعتقد أن الكثير من مناطقها تعتمد على الإنتاج العشوائي.

تستخدم اللعبة مزيجًا من Cube maps و Screen Space Reflections في انعكاساتها على جهاز PS5 وإعدادات رسومية High و Epic على منصات الحاسب الشخصي، وأعتقد أنه تم تطبيقها بشكل ممتاز أفضل من الجزء الأول، لكن اللعبة لا تخلو من تأثيرات الشاشة على الانعكاسات، وهي أمر لا مفر منه للأسف. لكن في أحيان كثيرة تؤدي الـ Cube maps عملًا جيدًا في التغطية على هذه المشاكل، ولم أجرب تقنية تتبع الأشعة لأكون واضحًا. مستوى اللعبة من حيث التفاصيل الرسومية والتظليل جيد جدًّا خاصة بالإضافة إلى الفن في تصميم مراحلها وتباينها عن بعضها، ومستوى الظلال باللعبة كذلك لا غبار عليه، ما أدى إلى تجربة جيدة جدًّا من الناحية الرسومية ولا يوجد شيء أشتكي منه، عدا أنني أحيانًا أخفض جميع الإعدادات لتحقيق أعلى عدد ممكن من الإطارات، كونها أكثر أهمية من الرسومات في هذه اللعبة بنظري.

هذا وجدير بالذكر أن اللعبة تتضمن موديلات كثيرة للشخصيات، يراها اللاعب غالبًا في برج Dharma، إلا أنها ليست أكثر من عادية من حيث لغة الجسد، وليست جيدة من حيث تعابير الشخصيات، بل أحيانًا تكون مضحكة. لكن الجانب الممتاز هنا هو تصاميم الآلات والأزياء، وهذا ما أجاده الجزء الأول ويحسّن عليه الجزء الثاني بشكل كبير.

من الجوانب المهمة في لعبة ترفع الأدرينالين مثل هذه الموسيقى التصويرية، وهي من جيدة إلا ممتازة في جميع المراحل، وأعتبرها أفضل من الجزء الأول من هذه الناحية، وبعض الألحان التي تضيف جوًّا رائعًا للقتال ما زالت عالقة في ذهني، لكن توجد مشكلة واحدة وهي أن بعض المواضع في اللعبة لا تحتوي على موسيقى أصلًا، توجد جزئية لا تحتوي على أي نوع من الموسيقى التصويرية، في بداية اللعبة، وجزئية أخرى في وسطها لم تحتوِ إلا على موسيقى كئيبة غير مناسبة لأسلوب لعب مثل هذا، وكان من الأجدر تزيين هذه الجزئيات بموسيقى ملائمة خاصة وأن واحدة منهن احتوت على مراحل جميلة. أما الصوتيات فهي ممتازة من حيث صوت طلقات النار والخطو والمؤثرات الصوتية للمهارات والقدرات كلها جميلة ولا توجد عندي أي ملاحظة عليها.

مراجعة Ghostrunner 2

أداء جيد لكن ليس بالمستوى المطلوب

أما من ناحية الإطارات، أداء اللعبة ليس جيدًا برأيي على منصة PS5، ولا علم لي هل نسخة Xbox Series X تشاركها نفس الأمر، لكن توجد هبوطات بالأداء وهو ليس ثابتًا في المناطق الثقيلة، وهذه للأسف خطوة للوراء عمَّا قدمه الجزء الأول من عمل ممتاز من حيث الضبط وتحقيق أداء ممتاز حتى على منصة PS4، ومن الأمور الحاضرة بشكل مزعج في هذه الجزء مشكلة الـ Shader Compilation الشائعة في ألعاب Unreal Engine 4، وهي باختصار تتسبب بحدوث تقطيع (stutter)، وهذا لا يحدث في بداية مرحلة جديدة فقط بل حتى أثناء اللعب، رغم أن اللعبة تقوم بعملية Pre-compilation قبل شاشة البداية لكنها لا تنفع بشيء، وتوجد لعبة أخرى صدرت من نفس المحرك هذه السنة وقدمت أداءً أفضل، وأنا أقصد Lies of P التي لم تصدر منذ وقت بعيد، فهي تقدم أداءً ثابتًا وخاليًا من التقطيع المزعج، والذي أحاسب Ghostrunner عليه بشكل أكثر صرامة بما أنها لعبة سريعة تتطلب تركيزًا كبيرًا أثناء اللعب، إذ ليس من العادل أن أتلقى ضربة ناتجة عن توقيت خاطئ بسبب تقطيع.

توجد مشكلة إضافية وهي جودة الصورة على جهاز PS5، ما يقال رسميا هو أن اللعبة تعمل بدقة 4K مع 60 إطارًا على وضع الأداء، ولا أعلم هل تستخدم اللعبة FSR أم لا، لكن الصورة العامة ليست جيدة أبدًا على شاشة 4K، تبدو ضبابية والمجسمات البعيدة تتذبذب بالإضافة إلى تعرج مزعج في الحواف، وهذه آثار upscaling شائعة. ولا أنصح بوضع الجودة بما أنه يقدم عدد إطارات أقل، يمكن فتح الإطارات فيه إلى 60 لكن فعليًّا لا أعتبر التجربة جيدة، وبطبيعة الحال ليست هذه طريقة جيدة للعب لعبة مثل Ghostrunner، لذا فعليًّا لا خيار أمامك غير وضع الأداء، وتقدم اللعبة وضع High Frame Rate يقدم دقة 1080P ديناميكية مع عدد إطارات يصل إلى 120 إطارًا في الثانية لأصحاب شاشات 120Hz، ولم أختبر هذا الوضع شخصيًّا لذا لا أعلم هل هو جيد أم لا، لكن وجوده بحد ذاته أمر جميل.

منصة الحاسب ليست استثناءً للأسف من حيث المشاكل، إذ كان أغلب وقتي هناك على كرت GTX 1660 Ti وسألت بعض الأصدقاء عن المشاكل التي أواجهها واتضح أنها مشتركة حتى على الأجهزة القوية، لكنها أفضل نسخة من حيث الاستقرار باستثناء مشكلة UE4 المعتادة، ومجددًا كانت تعمل Lies of P بشكل أكثر استقرارًا وخلوًّا من التقطيع وبمستوى ثابت، في حين أن Ghostrunner 2 تصل عندي إلى 100 إطار وأحيانًا 80 أو 60 وفي أسوأ الأحوال بداية الأربعينات، لكنها لا تُعتبر سيئة من ناحية الأداء على منصة الحاسب، وأعتقد أن نسخة PS5 تحتاج إلى المزيد من العمل من خلال التحديثات.

الإيجابيات
  • أسلوب اللعب ممتاز وإدماني، ويحتوي على أنظمة متنوعة.

  • تصميم ممتاز للمراحل ومتنوع من حيث أفكاره.

  • أفكار متجددة ومنعشة في أسلوب اللعب، وتناغم مثالي بينها وبين تصميم المراحل.

  • وضع جانبي ممتاز شبيه بنظام روق-لايك، وإضافة موفقة من الأستديو.

  • حوارات ممتعة ومسلية بين الشخصيات الرئيسية.

  • مظهر وإضاءة ممتازين بطابع مميز، وتنوع بيئي رائع بين مراحل اللعبة.

السلبيات
  • قصة بسيناريو معتاد في قصص الخيال العلمي.

  • وجود بعض التمطيط في منتصف اللعبة.

  • بعض الإمكانيات المهدرة وغير المستغلّة، كالمزج بين أسلوب اللعب بالدراجة النارية والأسلوب الاعتيادي.

 

*أُجرِيت هذه المراجعة على نسخة من اللعبة مقدمة من الناشر على جهاز PS5، وكذلك على جهاز PC

للإطلاع على مزيد من مراجعاتنا بإمكانكم إيجادها جميعًا هنا. كما بإمكانكم زيارة صفحتنا على موقع OpenCritic من هنا

التقييم النهائي - 8

8

لعبة Ghostrunner 2 قدمت أسلوب لعب إدماني يبني على ما قدمه الجزء الأول ويحسّن عليه، ويأتي بعناصر جديدة ومنعشة مع التقدم، يخدمه تصميم ممتاز ومتجدد ومتنوع للمراحل وأفكارها في القتال والباركور، لتكون النتيجة تجربة أكثر تطورًا ومتعةً وتكاملًا من الجزء الأول. يعيب اللعبة القليل من المراحل المتكررة وبعض التمطيط غير المجدي، وتجاهُل إمكانيات كانت قادرة على تسخيرها ونقل بعض الجزئيات إلى مستوى أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى